المستجدات في الموقع

 كثر الحديث عن موجة الجفاف التي أصابت أوروبا في هذه الصائفة ، وهي موجة أثرت على هذه القارة التي تحتوي على مروج و انهار و بحيرات و اعتادت على تدفق المياه من كل مكان ... 

  لكن هناك كلام مبالغ فيه كثيرا و مغالطات بالجملة ، صحيح أن الأنهار تناقص مستواها وهذا أمر طبيعي يحصل في كل موسم صيف ولو أن السنوات الأخيرة انخفض المستوى أكثر فأكثر .

موجة الجفاف في أوروبا 2022 صيف


  كيف يحافظ نهر السين la Seine الذي يمر عبر العاصمة الفرنسية باريس على مستواه رغم الجفاف ؟ 

يحافظ هذا النهر المهم على الحد الأدنى من مستوى المياه بفضل خطة محكمة يتم دراستها و ضبطها في كل موسم ، بفضل أربعة بحيرات إحتياطية ( Lacs-réservoirs) .

تمت تهيئتها من أجل تخزين فائض المياه في الشتاء ثم تتدفق في موسم الجفاف إلى النهر ، قبل حوالي أسبوع صرحت المحطة الهيدرومترية بباريس أن تدفق نهر السين بلغ 75 متر مكعب في الثانية .

 أقل بقليل من المتوسط المحدد ب 81 متر مكعب في الثانية وهو ما يعني أن حجم التدفق ليس كارثيا .

البحيرات الاحتياطية سلاح ذو حدين ، فهي تخزن الفائض لمنع فيضان النهر في موسم الأمطار ، و تضخ ذلك الفائض في موسم الجفاف crue et étiage.

 و كانت المحطة قد كشفت أن ثلثي المياه المتدفقة في باريس  عبر النهر مصدرها تلك البحيرات التي تم إنشاؤها بين خمسينيات و ثمانينيات القرن الماضي ، و التي تخزن لوحدها ما يقارب المليار متر مكعب من المياه وهو رقم كبير .

 ففي الجزائر مثلا إذا حسبنا كل السدود والمياه السطحية في كل البلد لن يتعدى 2.7 مليار متر مكعب ،فثلث ما نملكه من مياه سطحية في كل الوطن موجود في أربعة بحيرات أنشأت لتغذية مجرى نهر السين في باريس فقط ، و يمكن أن يبقى النهر في مستواه الحالي حتى و إن لم تتساقط قطرة مطر واحدة لغاية السنة المقبلة .

تعليقات