المستجدات في الموقع

 تشهد هذه الأيام عدة مناطق حدودية شمالية مع المغرب آفة خطيرة في فاكهة التين الشوكي، والمعروفة بـ"الهندي"  وأيضا "كرموس النصارى"، تتمثل في انتشار الحشرة القرمزية ، الأمر الذي دفع بالفلاحين لدق ناقوس الخطر وتوجيه نداءات من أجل أخذ الاحتياطات اللازمة لمكافحة هذه الحشرة الخطيرة .



ماهي الحشرة القرمزية ؟

وتعد الحشرة القرمزية من أخطر الحشرات الضارة التي تصيب التين الشوكي، وهي حشرة قشرية رخوة على شكل بيضوي، تحتوي ذكورها على أجنحة والإناث غير مجنحة مغطاة بطبقة شمعية بيضاء، ولا يخفى على أحد الأهمية القصوى التي يتسم بها التين الشوكي لدى الفلاحين الجزائريين حيث يستطيع أن ينمو في المناطق شبه القاحلة والقاحلة ويعمّر طويلا فيها وله قدرة عجيبة على مقاومة الجفاف نظرا لألواحه التي تخزن كثيرا من الماء، وبذلك يلعب دورا أساسيا في مقاومة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي حوله، ويقوم سكان الأرياف في عديد المناطق في الجزائر بزراعة هذه النبتة كحواجز لحماية ممتلكاتهم ومزارعهم وفي ذات الوقت للاستفادة من ثمرها الشهي وإطعام ألواحها للحيوان،كما تستعمل الثمار و زيوتها كمصدر لصناعة الأدوية ومواد التلوين والتجميل.

وتتواجد هذه الآفة حاليا في قليل من مناطق العالم على غرار الولايات المتحدة والمكسيك وأستراليا والهند وإفريقيا الجنوبية وأصابت المغرب الأقصى منذ 2014 و دخلت مؤخرا إلى الغرب الجزائري و بدأت في الانتشار ما صار يشكل تهديدا خطيرا على بقية مناطق الوطن، ولقد تم اكتشاف وجود الحشرة القرمزية على التين الشوكي بالمغرب الأقصى في أواخر 2014 حيث استطاعت هذه الآفة أن تنتشر على مساحة قطرها 100 كيلومتر خلال سنتيْن وأتت على مئات الهكتارات ولاحظ الكثير من الفلاحين والمهتمين بالتين الشوكي انتشارا مريبا لهذه الحشرة في ولاية تلمسان و بدأت في التنقل إلى الولايات المجاورة .

 وأكدت عضو الجمعية الوطنية للتين الشوكي نبيلة بن عربية في تصريح لـ"الخبر" أنها سمعت نداء احد الفلاحين عبر الإذاعة الجهوية لتلمسان يتحدث فيه عن إصابة مزرعته بحشرة غريبة لا يعرفها في أشجار التين الشوكي فتنقلت لعين المكان لتتفاجأ بانتشار كثيف للحشرة القرمزية وأفادت المختصة في التين الشوكي أن المناطق الحدودية في مغنية و باب العسة ومرسى بن مهيدي وبوكانون كلها مصابة بهذه الحشرة القادمة من المغرب الذي يعاني منها منذ سنوات  وبدأت في الانتشار شرقا إلى غاية ولاية عين تموشنت وأكدت أنها اتصلت بجميع المعنيين سواء في تلمسان أو على المستوى المركزي من أجل التحذير من هذه الآفة التي تهدد التين الشوكي والتي يجب كبحها قبل أن تنتشر في باقي مناطق الوطن لاسيما مع عيد الأضحى حيث يمكن أن تنقل عبر صوف المواشي أو عبر شراء "الهندي" المصاب والخطر يكمن في وصولها إلى الجلفة والمسيلة وسوق أهراس أين تتواجد مساحات كبرى مزروعة بأكثر من 45 ألف هكتار غرست للحد من التصحر وهي مهددة لذا يجب التحرك في أقرب وقت من أجد كبح تقدمها و حصرها و القضاء عليها في الولايات الحدودية .

الخسائر التي تخلفها الحشرة القرمزية

و تصيب الحشرة القرمزية التين الشوكي على مستوى سطح الألواح، فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا وتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع وإلى خسائر بنسبة 100% في حالة الإصابة الشديدة لكونها تقتات على نبات الصبار حيث تمتص سوائله مما يؤدي الى جفافه وموته ، وتتسبب في الأضرار دائما الأنثى واليرقات التي تبدو أجسامها بيضاوية أو مستديرة الشكل، ذات لون أرجواني داكن يتحول إلى أحمر فاتح حين يتم سحقها، وهذا اللون الأخير هو لون مادة القرمز ( الكارمن)  التي تتميز به الحشرة، ، وتظهر الحشرات القرمزية على نبات الصبار بشكل أكوام بيضاء تشبه القطن، ويؤدي تطاير الذكور المجنحة إزعاج الساكنين، إلا أنها لا تشكل أي خطر على الإنسان أو الحيوان فتناول فاكهة  "الهندي" لا يشكل أي ضرر صحي على المستهلك.

ماهي طرق الوقاية من الحشرة القرمزية 

و تعد الطرق الوقائية من الأساليب الناجعة لتفادي انتشار هذه الحشرة والحد من أضرارها وذلك بـعدم نقل ألواح وفاكهة الصبار إلى المناطق السليمة، واتخاذ التدابير اللازمة بالتخلص من النباتات المصابة واعتماد وسائل المكافحة الموصى بها.

وتعد مكافحة الحشرة القرمزية عملية شاقة نظرا إلى صعوبة الولوج داخل مزارع التين الشوكي التي عادة ما تتواجد في أراضي هامشية غير منبسطة ، لذلك، يجب على المصالح المختصة بوزارة الفلاحة الاستعداد بشريا وماديا لهذا التهديد الخطير باعتبار الأهمية القصوى لزراعة التين الشوكي لدى جانب كبير من الفلاحين والمربين وارتباط موارد رزق الكثير من سكان الريف بهذه الزراعة التي توفر غذاء للإنسان والحيوان، فضلا عن إمكانية تحويلها وتصنيعها.

تعليقات