المستجدات في الموقع

 أعادت حرائق الغابات هذه السنة فتح ملف الاهتمام بالغابات والحفاظ عليها، فالحرائق التي انتشرت عبر القارات الخمس لاسيما الجزائر قضت على مئات الهكتارات من المساحات الغابية ، وأهلكت عدة مزروعات كالأشجار المثمرة والزراعات الجبلية  وتربية النحل والحيوانات فقد أعلن ، فضلا عن اهتزاز النظام الايكولوجي، وتتسم الغابات بأهمية كبيرة في حماية النظم البيئية والتنوع البيولوجي وإنتاج المحاصيل، وهي بالتالي هامة للأمن الغذائي. 



الغابات تغطي 30 في المائة من مساحة اليابسة في العالم

 وتغطي الغابات أكثر بقليل من 30 في المائة من مساحة اليابسة في العالم؛  وتحتوي الجزائر على مساحة غابية تقدر ب 4 مليون هكتار منها 1.7 مليون هكتار غطاء غابي معرّف ،  ما يمثل أقل من 1%  من مساحة البلد .

ومع ذلك فهي توفر موطنا للسواد الأعظم من النباتات البرية وأنواع الحيوانات المعروفة لكن ولسوء الحظّ، لا تزال الغابات والتنوع البيولوجي فيها عرضة للتهديد لاسيما الحرائق.

 تقرير المنظمة العالمية يكشف التفاصيل 

ويشير تقرير للمنظمة العالمية للأغذية والزراعة "الفاو" إلى أن ما يقدر بنحو 88% من النباتات الزهرية البرية في العالم قامت بتلقيحها الحيوانات، وأن أكثر من 70% من المحاصيل الغذائية العالمية تستفيد من تلقيح الحيوانات، وتعتمد العديد من الملقحات بشكل كبير على الغابات في إقامة أعشاشها وفي الحصول على الغذاء، وأوضح التقرير أن إزالة الغابات لاسيما عبر الحرائق أو تجزئة المساحات الطبيعية جنباً إلى جنب مع تغير المناخ  قد أثرا على دور تلك الملقحات وكان له تأثيرات متتالية على استدامة النظم الإيكولوجية والأمن الغذائي وسبل العيش وأضاف التقرير أنه من المحتمل أن يؤثر انخفاض عدد الملقحات على تجدد الغابات عن طريق الحد من التنوع الجيني لأشجار الغابات وقدرتها على الصمود والتكيف، فالخسائر الطبيعية التي عرفتها الجزائر ليست فقط خسارة الأشجار، بل خسارة وخلل للنظام الايكولوجي كاملا .

 وتحتوي الغابات في العالم على أكثر من 60 ألف نوع مختلف من أنواع الأشجار وتوفر نسبة 80  في المئة من أنواع البرمائيات و75 في المئة من أنواع الطيور و68 في المئة من أنواع الثدييات. ويوجد حوالي 60 في المئة من جميع النباتات وهي بذلك تحتوي على ّ معظم التنوع البيولوجي وتغطي نسبة 31 في المئة من مساحة اليابسة في العالم لكن العالم يعرف انحسارا واضحا في مساحة الغابات واضحة بمعدلات تنذر بالخطر فتفيد  التقديرات عن فقدان حوالي 420 مليون هكتار ّ منذ سنة 1990 ، وبين عامي 2015 و 2020 أفادت التقديرات بأن معدل انحسار الغابات هو 10 ملايين هكتار سنويا.  

وإذا كان من غير الممكن تفادي حرائق الغابات فمن الممكن التخفيف من حدوثها وآثارها بشكل كبير عن طريق تطبيق الإدارة المتكاملة للحرائق والإدارة الذكية لحرائق الغابات، وعن طريق مراعاة الواقع الاجتماعي والثقافي والضرورات الإيكولوجية في المناظر الطبيعية التي تندلع فيها الحرائق حفاظا على هذه الثروة التي يعتمد عليها الكثير من الفلاحين في عدة  مناطق من الوطن.

تعليقات