مازالت القارة الإفريقية، ومنها دول شمال القارة تعاني من نقص فادح في المنشآت الرياضية، وتكاد الملاعب الموجودة مثلا في مدينة مدريد العاصمة الإسبانية التي يلعب فيها ريال مريد وأتليتيكو وخيتافي أو ملاعب لندن التي يلعب فيها أرسنال وويست هام وتوننهام وتشيلسي تتفوق على كل ملاعب القارة السمراء مجتمعة من حيث طاقة الاستيعاب والنوعية.
فالمغرب التي ترشحت عدة مرات إلى كأس العالم، ومازالت تمنّي النفس في الفوز بتنظيم مونديال 2030 بالرغم من أن حظوظها شبه معدومة، لا تمتلك لحد الآن ملعبا واحدا يمكن مقارنته بأي ملعب في موطن الدوريات الكبرى، أو بالملاعب الأربعة الجديدة في الجزائر، وهي إما ملاعب قديمة، ومنها ملعب محمد الخامس الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من ستين سنة، وملعب الرباط الذي بلغ من العمر نصف قرن، أو ملاعب ارتجالية تم إنجازها في سباق احتضان المونديال في تسعينات القرن الماضي، ومنها ملعب طنجة، حيث لا يوجد حاليا أي ملعب في المغرب مغطى المدرجات بالكامل، ويعطي صورة جميلة للقارة السمراء، وقد يكون ذلك بسبب نقص في الموارد المالية.
وإذا نظرنا إلى الملاعب الأربعة التي دخلت قاموس الكرة الجزائرية في الدويرة وبراقي ووهران وتيزي وزو، التي تتسع لما بين الأربعين والخمسين ألف مقعدا وكونها مغطاة بالكامل، فإننا نرى الفرق الشاسع ما بين البلدين.
حيث إن كل ملاعب المغرب التي استضافت نهائيات كأس العالم للأندية أو كأس إفريقيا للمحليين في النسخة قبل الماضية مكشوفة مدرجاتها بنسبة كبيرة جدا، مثل ملعب طنجة الذي دُشن سنة 2011 ويتسع لـ 45 ألف متفرج، والذي لا يقدم مدرجات مغطاة إلا لحوالي 17 ألف مقعد فقط.
وهو نفس حال ملعب مراكش الذي يتسع هو أيضا لـ 45 ألف، كما أن ملعب أغادير الذي يتسع لـ 45 ألف متفرج، لا تزيد فيه سعة المدرجات المغطاة عن الـ 3 آلاف مقعد، ويعتبر حاليا ملعب الرباط أو الأمير مولاي الأكبر في المملكة بسعة 52 ألف منها 35 بالمئة من المدرجات فقط مغطاة، والبقية مكشوفة، وهو مركب رياضي قديم يعود إلى بداية ثمانينات الألفية الماضية وحتى
ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء الذي يحتضن أشهر المباريات في المغرب، فلا تزيد قدرة استيعابه عن 45 ألف متفرج، وهو يكاد يكون مكشوفا بالكامل، أما ملعبي فاس ووجدة فهما دون الاعتماد في المستوى العالمي وهي ملاعب لا تختلف في شكلها عن ملاعب معسكر وسيدي بلعباس وسطيف وباتنة في الجزائر.
المغاربة يتحدثون حاليا عن ملاعب عالمية على الخارطة فقط، مثل ملعب الدار البيضاء الذي يتسع لتسعين ألف متفرج، أو تغطية ملعب الرباط وتحسينات على ملاعب أخرى،وهو أمر أيضا يمكن للجزائر أن تقوم به.
مع العشرات من الملاعب القديمة وهناك دراسة لتغطية مدرجات ملعب قسنطينة ورفع سعة استيعابه إلى 35 ألف متفرج، ونفس الأمر بالنسبة لملاعب الخامس من جويلية الذي سيقارب عدد المقاعد فيه الثمانين ألف من خلال إنجاز مدرجات إضافية في منطقة المشعل وهي لا تكلف أكثر من سنة واحدة.
من دون الحديث عن المركبات العالمية الأربعة التي أعلن رئيس الجمهورية عن إطلاق بداية الأشغال بها في 2023 في قسنطينة وعنابة وبشار وورقلة، ورفع التجميد عن ملاعب أخرى وعلى رأسها ملعب سطيف، مما يعني أن معادلة المنشئات والبنى التحتية قد انقلبت رأسا على عقب في شمال إفريقيا، ونقلت الجزائر إلى المقدمة في ظرف وجيز.